الرأي العام بين حناجر الفضائيين وأقدام اللاعبين

الرأي العام بين حناجر الفضائيين وأقدام اللاعبين
منذ هزيمة الفريق الوطني لكرة القدم من الجزائر في السابع من يونيو و حتى هزيمتنا من امريكا 21 يونيو الجاري اسبوعين تقريباُ .. انشغل فيهم المصريين باخبار الفريق الوطني .. و انخفضت و ارتفعت مؤشرات الحالة النفسية لاغلبية المصريين اكثر من خوفهم من وباء H1N1 او شكوا هم الغلاء ... او حديث النخبة عن تمكين المرأة ، و تحول اغلب المصريين للدعاء للفريق الوطني
و بعد الاداء المشرف امام البرازيل ارتفع حجم التوقعات لدينا جميعاً باننا ننتقل من مستوى الى مستوى آخر اعلى...ثم جاء فوزنا على ايطاليا ليؤكد للكافة بان توقعاتنا كانت في محلها و اننا امام فريق من المستوى الاول بكل المعايير ...و لم يكن هناك احد يتوقع ان ننهزم امام امريكا هذه الهزيمة الساحقة .. الامر الذي ادى الى خلل في الرؤية لدى الكثيريين و تضاربت ردود الافعال .. البعض كان له تفسير جنسي للهزيمة و صب غضبه على بعض اللاعبيين الذين اتهمتهم صحف جنوب افريقيا بافعال مخلة بالآداب ثبت عدم صحتها من قبل سفارتنا هناك..و البعض الآخر علق الامر في رقبة اشياء كثيرة متفرقة ليس من بينها ان الرياضة هزيمة و فوز ، وسألت نفسي ماذا لو كنا هزمنا من الولايات المتحدة الامريكية اولاً ثم لعبنا مع البرازيل ، ثم فزنا على ايطاليا و خرجنا؟ بالطبع كان سيبقى للامر شأن آخر
و لكن ما يهمنى في ذلك الامر نقطتين اساسيتين هما:
اولاً : اداء الاعلام غير الرياضي في هذه القضية .. و هل يحق لاحد الزملاء الافاضل ان ينقل ما نشرته صحف جوهانسبرج دون التحقق من سفارتنا على الاقل ؟ بالطبع انقسم الرأى العام الى قسمين اولهما يؤيد و الاقلية ترفض لانه لابد من البحث عن كبش فداء نحمله مسئولية الهزيمة ، اضافة لان هناك دوائر اعلامية بعينها - مع كامل التقدير – تهتم بالسبق الصحفي قبل الانسان و دون ان تدرى تضعنا في اشكاليات غرائزية و تدفع بدعاة التدين الشكلي الى النمو وفق خطاب اخلاقي لا يحمل من القيم اي قيمة انسانية او حتى اخلاقية !! و لذلك فأن كثيريين اصبحوا يلهثون وراء الاخبار ذات البصمة الغرائزية على حساب القيم و تحول مجتمعنا الى مجتمع رجعي يتناقض خطابه الديني مع اغلب القيم الانسانية
ثانيا" : هل يمكن ان ترتبط الحالة المزاجية لأمة محترمة بأقدام لاعبي الكرة ؟
اعرف اهمية اللعبات الشعبية في تاريخ الشعوب و لكنى لا اعرف امة يرتبط مشروعها النفسي بكرة القدم فحسب!
و اعتقد انه و للاسف القائمين على الرياضة و الاعلام في مصر يغذون ذلك دون تمييز او ادراك ... و اعتقد انه لو كان في صباح اليوم الثاني للهزيمة انتخابات برلمانية ساخنة لكانت نسبة الاقبال انخفضت بشكل ملحوظ ، و كذلك فأن لدى ملاحظة ان مساحة البرامج الخاصة بالدعاة الجدد في الرياضة و الدعاة الجدد للتدين الشكلى لا تقل عن 50% من المساحة الكلية للفضائيات و ما يتبقى برامج لا تبرز الا السلبيات و تجسد حالة العجز الامر الذي لابد ان يلتفت الية الجميع حتى لا نفاجئ بانفجار مشوة للجماهير..
كذلك فان الازمة التى نشأت بين الزميل عمرو اديب و اعضاء المنتخب الوطني بما فيهم الحاج تريكة و المدير الفني حسن شحاته كشفت عن خواء و هشاشة هؤلاء و ان انتمائهم لمصر مهزوز و انهم غير متوازنيين و يحتاجون الى عالم نفسي ليحفظ لهم توازنهم حيث كان خطابهم في اقل تقدير غير مهذب و غير سوي
لهذا كله لابد من التحسب و التمييز في الخطاب الاعلامي عن الفريق الوطني فيما تبقى له من مباريات خاصة و مصر بها ما يكفيها من المشاكل المستعصية و "مش ناقصين مشاكل " فريق الاسد المرعب بقيادة الكابتن حسن شحاته وولايه الفقية ابو تريكة و ربنا يستر